.
..
توفى ابوي.
راح وتركني، ما يختلف عن كل اللي راحو..
-بعد اسبوع-
وحنا جالسين نتعشا انا و فهده وعمتي وامي و زوجات عماني الثانيين.
"ترا انا سفرتي بكره"
فهده: "اي سفره؟"
"هاو فهده كم مره قلتلك"
فهده: "خلاص اكيد رايحة؟؟"
"ايه"
امي: "و منتيب راجعة؟"
"ليه مره بتشتاقين لي؟"
ع.انفال: "الله يحفظك يارب، صدقيني كل شوي بتلقيني عندك"
"يابختي والله، اذا وصلت بعطيكم عنواني و رقمي، اللي يبي يزور حياه الله، اللي يبي يتصل بعد حياه الله"
فهده: "مافي امل تهونين؟"
"فهده كلمن شاف حياته، صار الوقت اللي اشوف فيه انا حياتي"
فهده: "شوفيها هنا"
"انا قررت و خلصت من زمان، بروح انام لان طيارتي بكره الصبح، تصبحون على خير"
و رقيت غرفتي نمت.
اليوم الثاني من الصبح رحت المطار.
اول ماجلست على كرسي الطيارة التفت حولي.
كله ناس ماعرفهم.. ناس غرب..
حسيت بالراحة.
حلو شعور تكونين بين ناس ماتعرفينهم ولا يعرفونك..
تحسين بالامان..
سبحان مغير الاحوال.
وصلت للمدينة الفلانية و رحت للشقة اللي استأجرتها قريبة من الجامعة.
وانا افتح الباب طلعت وحدة من باب الشقة اللي قدامي.
مبتسمة.
ابتسمت: "goodmorning"
-"عربيه ماهيك؟"
"ماشاءلله عليك، شلون عرفتي"
ابتسمت -" انا بعرف"
مدت ايدها تصافحني: "اسمي سيلڤيا، انا جارتك هون، بدك ايا شي حاكيني"
صافحتها: "وانا اضوى، شكرا حبيبتي ماتقصرين"
تطمنت لما دريت ان هذي جارتي.
دخلت الشقة و جلست اناظر حولي..
دايم كنت اتمنى يصير عندي بيتي الخاص..
بس ماكنت اقصد كذا.. كنت اقصد بيتي وانا زوجة وأم.
ماعلينا انا قلت بحط هذا كله ورا ظهري.
كملت الاربع سنين اللي بالجامعة.
عمتي كانت دايم تزورني بس بآخر فتره قلت زياراتها كثير..
فهده مره وحدة جتني هي والبنات بس دايم تتصل عليّ.
هيفا بعد دايم نحكي انا وياها
ونجلا بعد.. احاكيها.. و اشوف صورها هي و يوسف..
مستانسين.. الله يهنيهم.
ومشاري دايم يحاكيني يقول تعالي لي نعيش مع بعض.
وماوافقت طبعاً لان انا ومشاري لو اجتمعنا بعمرنا مارح ندرس.
و عنود دايم تحاكيني سكايب بس انشغلت بجامعتها مره الفترة الاخيرة..
و الحمدلله الله رزقني بجارة حليله تجنن.
صرنا دايم نطلع مع بعض، و قررنا اننا نسكن مع بعض بشقة وحدة بدل ماكل وحدة جالسة بشقة فاضية بلحالها.
جارتي هذي حليلة بس فيها لقافة موب طبيعية.
دايم تسألني عن امي وابوي..
مستغربة شلون بنت سعودية ومايزورونها اهلها بكل عطله؟
شلون ماتروح لهم هي بكل عطلة عندها؟
شلون اتصالاتي معهم قليل مرره.
و اخر شي تلقفت فيه قهرني.
جتني مرة قالت لي: "اضوى، اليوم الصبح وانا عم نظف غرفتك، شفت صدفة دفتر هيك لونه ابيض"
"فتحتيه؟"
سيلڤيا: "من باب الفضول ماقدرت"
"يالقفك يالقفك يعني شفتي دفتر اتركيه مكانه الا لازم تفتحينه"
سيلڤيا: "قلتلك صدقة"
"طيب لاتنعاد هالصدفك بليز، و غرفتي انا انظفها لاتتعبين عمرك"
سليڤيا: "اضوى"
"هاه"
سيلڤيا: "ليش ماتنشري اللي عم تكتبيه؟"
"ليش انشره؟ احكي عن حياتي الخاصة هذي شلون انشرها"
سيلڤيا: "والناس شو عرفا انه حياتك الخاصة، جد اضوى بيلامس القلب كتير"
"سوسو قلبي انتي، الله يخليك لاتحنين فوق راسي تكفين قلتلك لا يعني لا"
و رحت.
لقافتها موب طبيعية هالانسانه.
خلصت الاربع سنين و تخرجت من الجامعة بامتياز الحمدلله.
و حفلة تخرجي محد حضرها الا سيلڤيا..
مين يصدق ان اضوى اللي كان عندها ذيك العايلة الكبيره اللي يسوون كل شي مع بعض.. تتخرج بدون محد يحضر.
صدق سبحانه اللي يغير ومايتغير..
تخرجت الحمدلله ولان درجاتي كانت زينة قدرت اتوظف بسرعة.
كان دوامي من ٨ لما ١ الظهر.
ارجع البيت انام من ١ لما ٣.
و باقي اليوم اقضيه في Dhawi's boutique
ايه، محلي الخاص، سميته ضاوي.
اقضيه فيه معظم وقتي لان دوامي قصير وازهق باقي اليوم.
اشغلني هالمحل ووسع صدري صدق.
صارلي سنة فاتحته.
بيوم من الأيام
طلعت سيلڤا و نست باب الشقة مفتوح.
وانا بالمطبخ فجأة التفت القى ولد صغير قدامي.
"بسم الله الرحمن الرحيم"
-"حلااو ابي حلااو"
يمه شلون دخل هذا!
رحت شفت الباب سمعت صوت وحدة تنادي.
-"عبدالله عبدالله ماما تعال"
الباب كان مفتوح.
ابتسمت: "هنا تراه، تفضلي"
-"سعوديه!"
ابتسمت: "ايه"
-"اشوه جيتي والله جابك! انتي ساكنه هنا؟"
"ايه"
-"وشلون تحسين الشقة يعني زينه؟ بالبراد تدفيكم ولا موب مرة؟"
"لا والله زينه مرة، انا صارلي خمس سنين ساكنه هنا و اشوفها مره زينه"
-"بس انا احسها صغيرة عليّ، لاني عندي ٣ عيال الله يحفظهم وزوجي فا احسها صغيرة مره"
"ايه لا صغيره على عايلة"
-"طيب تعرفين وين القى هنا قريب؟ ابي شي جمب المستشفى اللي بالشارع الثاني، دورت بكل مكان عجزت القى"
"تلقين بس موب مرة قريبه من هنا"
-"انا ساكنه هنا بس شقتي بعيدة مرة، و دايم اراجع المستشفى علشان كذا ابي شي قريب"
"والله ماظن فيه شي كبير حولنا"
-"طيب حبيبتي يعطيك العافية، الا ماقلتيلي كم عمرك؟"
"٢٤"
-"اصغر مني بسنة يعني، ياحليلك، ووش تسوين هنا تدرسين؟"
"لا اشتغل"
-"ماشاءلله احس غريب بنت بعمرك و تشتغل هنا، بلحالك صح؟"
ابتسمت: "ايه"
-"ماشاءلله يلا الله يوفقك، تعطيني رقمك لو ابي اشوفك يوم، والله قلبي ارتاح لك كاني اعرفك من زمان"
"بعد عمري، ايه اكيد هذا كرتي"
جلست تقرى وش مكتوب على الكرت.
"Dhawi's boutique? عندك بوتيك بعد ماشاءلله"
ابتسمت: "ايه، ومكتوب العنوان على الكرت لو حبيتي تزورينا، انا كل يوم موجودة من بعد العصر"
-"ان شاءلله لازم ازورك، يلا حبيبتي مع السلامة"
"مع السلامة"
وراحت.
اكبر مني بسنة و كذا وجهها؟
ماقصد طنازة بس وجهها تعبان مرة.
موب وجه وحدة بعمري ابد.
لو اشوفها اعطيها اربعينات اقل شي.
جت سيلڤيا.
"عندي اليك سيربرايز"
ابتسمت: "وش عندك"
سيلڤيا: "اليوم حكيت مع صاحبة مجلة مشهورة كتير لبنانية هيي، قلتلا لو بدي انشر كتاب هيك بتساعديني و وافأت"
"سيلڤيا قلتلك انا وش رايي بهالموضوع"
سيلڤيا: "جربي منك خسرانة شي! يلا بليز اضوى"
وافقت اني "أجرب."
نشرت شي بسيط مرة بالبداية.
نشرته في مجلة و نشروه بموقع المجلة على الانترنت.
كنت خايفة.
يمكن لاني اول مره اخلي احد يشوفها؟
ماكنت ارضى اي احد يقراها..
نشرناه و ظلينا ننتظر اسبوع.
رجعت من الدوام.
سيلڤيا: "يا اهلا بكاتبتنا العظيمة"
ضحكت: "عظيمة مرة وحدة! ها وش صار؟"
سيلڤيا: "كتير عجبها، و فيه قراء كتير عجبون، فتحي الويب سايت تبع المجلة و شوفي شو كاتبين لك"
دخلت وشفت كلام كثيير..
البعض اعجبه والبعض قال وش اللي ما اعجبه.
طبعت تعليقاتهم كلها بورقة و علقتها بغرفتي.
و صرت لما اكتب اناظرها.
حبيت انه كل ماكتبت شي جديد اشوف وش اللي ما اعجبهم باللي قبله، انه فيه احد يساعدني.. يقولي وش الحلو ووش الموحلو..
و اسبوع ورا اسبوع ورا اسبوع لما انتشرت اكثر بين العرب اللي بهالمدينه اللي انا فيها.
وبالانترنت انتشرت على مدن ثانية و منها مدن عربية.
سيلڤيا: "اضوى اليوم الصبايا بدون يقابلوكي"
"اي صبايا! يقابلون مين؟ انا! لا طبعاً"
سيلڤيا: "ليش"
"قايلتلك انا اكتب بس ماحد يعرف انا مين، محد يعرف اسمي"
سيلڤيا: "شو راح تستفيدي هلأ؟ كيف رح تصيري مشهوره؟"
"مابي اصير مشهوره، ابي اللي اكتبه ينشهر"
سيلڤيا: "انشهر، بس بدون يتعرفو على صاحبت هالقلب الرقيق اللي مخبايي ورا هالورقة و القلم"
"لاتنكتين، قلتلك لا مانيب طالعة"
سيلڤيا: "يالله منك شو عنيده!"
"انا بدخل انام شوي بعدين بصحى اتحمم و اروح المحل، اذا فاضية تعالي معاي عندي شغل كثير اليوم"
سيلڤيا: "يوم واحد، واحد بس خديلك شي اجازة طلعي عالبحر فيا! يوم واحد اكسري الروتين اللي عايشة فيه!"
"قولي ماشاءلله بكره لو طحت بسريري بذبحك"
جلست تضحك هالمخفة.
بعد ساعتين تحممت و رحت المحل.
وانا حايسة بشغلي هناك..
-"اهلين"
التفت.
نفس الحرمة اللي شفتها قبل فترة هي و نفس ولدها.
موب وقتكم مالقت تجي الا اليوم....
"اهلا هلا حبيبتي"
-"عسى ما ازعجناك بس؟"
"لا هاو عادي" ناظرت ولدها: "والحلو وش اخباره"
-"انا اسفة ماتصلت عليك قبل بس كنا نتمشى بهالمنطقة و قلت نزورك"
"حياك متى مابغيتي"
-"زوجي راح هو و بنتي يشرون شي الحين يجون"
ابتسمت: "حياكم كلكم المحل محلكم"
جلست و بدت تسولف عن مواضيع عادية.
واللي فهمته منها انها انسانه تموت بعيالها.
مستعدة تسوي اي شي علشانهم.
-"هذاهم جو"
تقصد زوجها و بنتها.
التفت.
زوجك؟
عزيز؟
رجعت ست سنين ورا.
مر قدامي شريط ذكرياتي مع عزيز...
ذكرياتي الحلوة و المرة..
كيف كنا نحكي بالساعات وكل واحد فينا يحارب النوم علشان نكمل سوالفنا...
كيف كنت اقوله اشياء تافهه مالها معنى و يتحمس معاي و يحسسني انها لها معنى..
كيف كان مايتركني وانا متضايقة ابد...
كيف كان يراضيني و يواسيني بأي طريقة..
كيف كنت اطلب منه طلبات شبه مستحيلة و اتدلع عليه و يسويها..
كيف كنت اخاف عليه كأني امه و يخاف علّي كانه ابوي..
كيف كان مغنيني عن كل شي بالدنيا..
كيف فرطت فيه... كيف راح...
تغيرت كثير ياعزيز...
كبرت.. كبرت كثير..
بس عيونك نفس النظرة ماتغيرت..
نفس العيون اللي تختفي لو ابتسمت.
ابتسمت و مديت ايدك.
صافحتك.
-"هذا زوجي عبدالعزيز و بنتي اضوى"
اضوى؟
و الولد عبدالله؟
و البيبي منيره؟
تذكرت ذيك المكالمة...
عزيز: "تدرين كم ابي اجيب عيال"
"كم"
عزيز: "ابي ١٢ ست بنات و ست عيال"
"١٢ يالظالم!"
عزيز: "ايه ١٢ موب عاجبينك؟"
"طبعاً منت تعبان فيهم"
عزيز: "الا تعبان شلون موب تعبان"
"لا لا حبيبي انا اكثر من ثنين مانيب جايبة"
عزيز: "والعشرة الباقين؟"
"تزوج بقرة تجيبلك اياهم"
عزيز: "ترضين اتزوج عليك؟"
"بقرة ارضى"
عزيز: "طيب الثنين حقونك وش تبين نسميهم"
"اممم.. والله ودي بولد وبنت، الولد عبدالله على اسم ابوي والبنت منيره على ماما منيره"
عزيز: "وانا ما اسمي احد؟"
"انت سمي العشرة الثانين"
و سميت اضوى..؟
سويتها ياعزيز وسمعت كلامي؟
يعني هذي سارة مرتك؟
ابتسمت: "ياحليلها اضوى، تدرين انا بعد اسمي اضوى؟"
سارة: "صدق اسمك اضوى؟"
سارة ناظرت بنتها: "شفتي اضوى اسمها مثلك انتي تقولين موب حلو"
"موب عاجبك الاسم؟"
سارة: "لا متعقدة منه البنت تقولك مافيه احد من صديقاتي نفس اسمي"
ضحكت: "موب لازم اصلاً حلو مافيه احد مثلك، تفضلو اقعدوا"
و عزيز ماحكى ولا كلمة.
وش هالصدفة؟
يعني هالمدينة اللي وش كبرها و قليل فيها العرب يطلع لي عزيز و مرته؟
سارة: "عزيز هذي اللي قلتلك شفتها لما شفت ذيك الشقة اللي عند المستشفى"
عزيز ابتسم: "ايه.."
جلس عزيز شوي و مبين انه موب مرتاح فا قال لسارة يروحون.
اشوه انهم راحوا.
انا ماصدقت على الله اصير انسانه طبيعية تجوني انتو؟
ناقصتكم بعد.
صدق اشك ان عزيز فيه جني يدري انا وين ويجيني.
بس عزيز هالمرة كان غير.
متغير كثير.
اسلوبه في الكلام اسلوب رجال موب ولد شاب نفس قبل..
تصرفاته تصرفات اب حنون طيب يحاول يسوي اي شي علشان يرسم الابتسامة على وجيه عياله.
تجاعيد وجهك، التجاعيد اللي تطلع عند عيونك لما تضحك.
حفظت ملامحك ولاراحت عن بالي.
كنت صدق مثل ماكنت اتمناك تصير.
كنت اتمنى نكبر مع بعض...
و فعلاً كبرنا، بس كل واحد بمكان بعيد عن الثاني..
صح كبرت بعيد عنك، و يمكن نسيت حُبك.. بس نفس دقة القلب اللي اندقت من و عمري ١٥ سنه، لما يومك هذا تدق كل ماشفتك.
كبرت و صرت ابو عزيز؟
عزوزي حبيبي صار ابو؟
الله يالدنيا...
-مرت الأيام-
و صرت اتهرب منهم.
ما ارد على اتصالات سارة لما تتصل.
قللت زياراتي للمحل.
مابي اشوفها ابيها تنساني هي و عايلتها كلها.
بكمل حياتي كأن ماشفتهم ولاعرفتهم.
كان موعد تسليم كتابتي لهالاسبوع بعد كم يوم.
عقلي كان عاجز عن التفكير بغيرك عزيز.
فقررت اني اكتب الموضوع عنّك هالمره..
"حب دام لخمس سنين.. انتهى مثل اي قصة حب اثنين مراهقين ذنبهم الوحيد في الدنيا هو حبهم البريء لبعض، انتهى من اول سوء تفاهم بينهم، عناد، مكابَر، وفراق.
واليوم، ومن بعد ٧ سنين التقو صدفة، صافحت ايدينهم بعض، وش كثر مشتاقة هالايادي.. بعد ماكانت ماتتفارق،
وش كثر ودي اخذك و احكيلك وش صار بحياتي بعدك..
ماعلينا من الماضي، خلنا باليوم..
تصدقني لو قلتلك انك صرت اجمل؟
من بعد ماكنت اجمل من اجمل رجال شفته بعيوني...
عجزت اقول قدامك اي كلمة، بس صدقني كلام كثير بداخلي ودي اقوله.. ودي اضمك لصدري و اهمس في اذنك وحشتني..
-أ.ض "
وضليت كل اسبوع اكتب عنك.
سارة ماعادت تتصل.
اشوه نستني الظاهر.
-بعد شهر-
سيلڤيا: "اضوى"
"هلا"
سيلڤيا: "بتعرفي انو صار عندك اكتر من تلاتين الف متابع!"
"وين؟"
سيلڤيا: "بموقع المجله! متابعين صفحتك انتي خصيصاً"
"امانه!"
سيلڤيا: "هلأ رح جيب اللابتوب فرجيكي"
ورتني و ماكنت مصدقة عيوني.
اربع وثلاثين الف متابع ينتظر وش انزل كل اسبوع و يقراه؟
سيلڤيا: "كتير عما يطلبوا يتعرفو عليكي اكتر، و في كم مجلة عرضت عليكي انك تشتغلي معا، والله وصرتي مشهوره و كل الناس بدا ياكي"
ما اصدق.
صدق؟
انا؟
كل الناس تبيني انا؟
معقول تكون الدنيا اخيراً ضحكت بوجهي؟
ماكنت اتخيل بيوم من الايام ان الناس ممكن تقرا اللي انا كاتبته و يعجبهم!
ماكنت اتخيل اني بوريه لأحد اصلاً!
سيلڤيا: "مافكرتي بالموضوع؟"
"اي موضوع؟"
سيلڤيا: "انك تقابلي يور فانز؟"
"لأ"
سيلڤيا: "يلا اضوى منك خسرانه شي"
"قايلتلك من زمان ما ابي ما ابيي"
انطق الجرس.
راحت هي تفتح.
وجت بعدها: "في واحد قال اسمه عبدالعزيز بدو اياكي"
"عبدالعزيز!؟"
سيلڤيا: "ايه ناطرك برا"
"ماقال وش يبي؟"
سيلڤيا: "لا"
قمت اشوفه.
وكنت مستعدة لأني ارفضه و اعاتبه ليه جا و اخليه يروح.
على بالي نفس ايام قبل.
"هلا والله؟"
-"اضوى لازم تجين معاي الحين"
"اجي معك وين"
-"سارة بالمستشفى بين الحياة و الموت و طول الوقت تنادي اضوى اضوى جيبولي اضوى"
"وش فيها!"
-"انتي بدلي ثيابك وانا انتظرك تحت بالطريق اقولك"
"يلا خمس دقايق"
بدلت بسرعة و نزلت.
قالي بالطريق ان سارة فيها سرطان في الدم.
وطول الفترة اللي هم هنا حاولت تعالجه..
بس كان علاجه صعب لانها تأخرت مره باكتشافه، كان منتشر بكل الجسم.
و حالتها كانت صعبة.
علشان كذا كان شكلها مبين اكبر من عمرها بكثير....
عشر دقايق ووصلنا المستشفى.
دخلني عزيز غرفتها.
عزيز: "سارة حبيبتي جبتلك اضوى"
كان منظرها يقطع القلب.
تكسر الخاطر..
مسكت ايدها.
وجهها شاحب، شفايفها بيضا... ايدينها ناشفة..
ويالله قادرة تفتح عيونها و تحكي...
سارة: "عبدالعزيز حبيبي اتركنا بلحالنا شوي"
ناظرت عبدالعزيز اللي كان مبين خوفه عليها من عيونه.
مبين انه مايبي يخسرها..
طلع.
سارة: "اضوى ابيك توعديني انك تسوين الي اقولك عنه"
"اسوي وشو"
سارة: "اضوى انا الظاهر خلاص.. حاولت كثر ما اقدر اصير قوية وما اخلي المرض يتغلب عليّ، بس الظاهر طلع هو اقوى مني"
"بسم الله عليك الله يطول بعمرك و يخليك لعيالك"
سارة: "هو هذا اللي ابيه.. عيالي.. اضوى عيالي بأمانتك.. و زوجي بأمانتك... اضوى ابيك تسترجعين مكانك اللي اخذته منك... انتي المفروض اللي تصيرين ام اضوى و عبدالله و منيره، انتي المفروض مرت عبدالعزيز.. وانا اخذت هالمكان منك، والحين جا الوقت اللي تاخذين كل شي.."
"سارة وش قاعدة تقولين، انتي امهم و انتي مرت عزيز و بتضلين بمكانك، انتي مو ماخذة مكان احد"
سارة: "الا.. ماخذة كل شي، وعلشان تشوفين ان الدنيا دواره هذاه كل شي رجعلك، اضوى انا مابي شي من هالدنيا الا اني اتطمن على عيالي.. اوعديني انك بتخلينهم امانه عندك، ريحيني قبل اموت"
سكت.
سارة: "اضوى انتي تحبين عزيز، واللي يحب بعمره ما يكره، و اذا تحبينه بتحبين عياله اللي اسماءهم اصلاً كانت من اختيارك، يكفيك اضوى اللي مسميها عليك، اضوى من شفتك عرفت انك انتي اضوت عزيز الضايعة منه.. اضوته اللي اخذت انا مكانها، اللي بعمرها ما فارت باله.."
دمعت عيوني: "انتي شلون تدرين.."
سارة: "مو مهم شلون ادري.. المهم اوعديني..."
"سارة انتي موب صاير فيك شي، كم ساعة و بتقومين و ترجعين بيتك بين عيالك"
سارة: "حتى ولو اوعديني.. ريحيني.. "
"أوعدك.."
ابتسمت: "ما الومه عزيز يوم يحبك.."
ابتسمت و بست راسها اللي كان مثلج...
نفس راس ابوي الله يرحمه قبل وفاته...
سارة: "ناديلي عزيز الله يعافيك.."
"ابشري"
طلعت من الغرفة.
مسحت دموعي.
جاني عزيز: "وش قالت لك؟"
"تبيك داخل"
راح لها.
و جلست انا على الكرسي انتظرهم.
طلع عزيز بعد نص ساعة.
عزيز: "قلت للمرضة تحط لها شي يهديها و يخليها تنام.. اسف تعبتك معي روحي بيتك ارتاحي شكرا"
"عطيني عنوان بيتكم"
عزيز: "بيتنا؟"
"ايه"
عزيز: "ليه؟"
"عطيني اياه و انت خلك هنا، نام هنا اليوم"
عزيز: "لا والله ماله داعي انا بس انوم العيال و ارجع هنا"
"واذا قامو ومالقو احد عندهم بالبيت؟ عطيني العنوان يوسف بسرعة مافي وقت"
عطاني اياه وقالي اخذ سيارته.
رحت لهم البيت.
كانو عبدالله ومنيره جالسين موب حاسيين بشي..
يلعبون و يضحكون ولا يدرون عن شي حولهم..
ياحظهم...
جلست اتأملهم مبتسمة.
جتني اضوى بنتهم.
اضوى عبدالعزيز: "انتي ليش هنا"
"علشان بابا وماما مارح ينامون هنا اليوم و قالولي انام عندكم"
اضوى عبدالعزيز: "وين بينامون"
"مكان ثاني"
اضوى عبدالعزيز: "ليش ما اخذونا معهم"
"وشفيك حبيبتي بكره او بعده ان شاءلله راجعين لاتخافين"
اضوى عبدالعزيز: "ابوي كذاب"
"عيب مايصير تقولين كذا عن ابوك"
اضوى عبدالعزيز: "ليش يقولي مايجوز تكذبين و هو يكذب"
"بوشو كذب عليك"
اضوى عبدالعزيز: "كل يوم يقول انا بنام عندكم لما ماما ماتكون فيه و ينتظر لما ننام و يروح، انا اشوفه اكون ما نمت، ليش يكذب مو حرام؟"
"يمكن عنده شغل"
اضوى عبدالعزيز: "احد عنده شغل بالليل؟ انتي ماتعرفين؟"
استغربت من جرأتها و اسلوبها بالكلام.
ابد ماتقولين عمرها ست سنين.
ابتسمت: "الا اعرف، تعالي اقعدي بحضني ابقولك سر"
جت و جلست بحضني.
"تدرين انك حلوة؟ حلوة مرة احلى بنت بالعالم؟ وتدرين ان شعرك مرره حلو وبجامتك بعد مررره كيو وش هذي باربي؟"
اضوى عبدالعزيز: "ايه باربي، وانتي بعد حلوة و شعرك طويل مثل الباربي هذي"
ضحكت.
اضوى عبدالعزيز: "انتي وش اسمك"
"اسمي اضوى"
اضوى عبدالعزيز: "لا انا اسمي اضوى"
"ايه انا مثل اسمك"
اضوى عبدالعزيز: "ليش"
"علشانه مره حلو"
اضوى عبدالعزيز: "لاموب حلو"
"الا مره حلو اسم اضوى احلى اسم بالدنيا"
ضحكت: "زي بابا تكلمين"
ضحكت معها: "وشلون زي بابا"
اضوى عبدالعزيز: "يقول احلى اسم بالدنيا"
"شفتي كلنا نقول"
اضوى عبدالعزيز: "اضوى"
"عيون اضوى امري"
اضوى عبدالعزيز: "انا كل يوم لما ماما و بابا مافي ما انام"
"ليه"
اضوى عبدالعزيز: "علشان منيره ما نامت، بعدين تصيح لما انام و اخليها"
دمعت عيوني.
تشيل هم اختها وتنسى نفسها...
"وش رايك طيب لو قلتلك اليوم كلنا ننام سوا انا وانتي و منيره؟"
اضوى عبدالعزيز: "وعبدالله بعد"
حضنتها: "و عبدالله بعد"
تعلقت باضوى بزيادة.
ما اخذت مني الاسم بس،
حتى اغلب الصفات تتشابه..
تسأل عن كل شي، تبي تحل كل شي، راحة الناس عندها اهم من راحتها.
نمت وانا حاضنتهم كلهم.
-اليوم الثاني-
-"اضوى، اضوى"
فتحت عيوني، عزيز.
واقف بعيد و ينادي بصوت واطي.
-"انتظرك برا تعالي"
وطلع.
قمت و غسلت وجهي و طلعت.
عبدالعزيز: "صباح الخير، عسى ما ضايقوك بالنوم؟"
"لا بالعكس، مره استانسنا"
عبدالعزيز: "اشوه، انا صدق اسف والله تعبتك معي، تقدرين تروحين بيتك الحين انا بنتظرهم يصحون واسويلهم فطور و باخذهم و نروح المستشفى"
"شدعوه لاتعبت ولا شي، لا مايخالف انا حاكيت وحدة معي بالشغل قلتها تعلمهم اني منيب جاية بكره، مايخالف اروح معكم المستشفى؟"
عزيز: "اكيد مو تعب عليك؟"
"لو تعبت بقولك لاتخاف"
عزيز: "شكراً والله مدري كيف بردلك جميلك"
"شدعوه وش سويت، يلا انت روح تحمم وانا اكون سويت الفطور"
وقف يناظرني.
ضحكت: "يلا شفيك! تحرك"
ضحك وراح.
قامت اضوى.
"ياهلا صباح الخير"
اضوى عبدالعزيز: "ماما وين"
ابتسمت: "الحين ننتظر بابا يجي و نفطر و نروح لها كلنا"
اضوى عبدالعزيز: "جا بابا؟"
"ايه"
وراحت له تركض.
جا وهو شايلها.
عبدالعزيز: "اليوم بنروح نشوف مين؟"
أضوى عبدالعزيز: "ماما!"
"انا بروح اشوف منيره و عبدالله"
افطرنا ورحنا لها المستشفى.
دخلنا عندها و جلست تحضنهم و تصيح.
بعد شوي اخذتهم الممرضة و طلعو.
بقى انا وعزيز بس.
انا على يمين سارة و عزيز على يسارها.
مابعمري توقعت ان حنا الثلاثة ممكن نجتمع كذا.
مسكت سارة ايد عزيز.
سارة: "عزيز دير بالك على اضوى"
عزيز: "اضوى و منيره و عبدالله كلهم بعيوني"
سارة: "لا ماقصد اضوى بنتي"
ناظرتني.
سارة: "اوعدني عزيز انك تدير بالك عليها؟"
ماسمعت رد عزيز ولا كنت ابي اسمعه.
تركتهم و طلعت.
جلسنا ننتظرهم برا عند الباب.
شوي ولا شفنا الممرضات والدكاترة يركضون على غرفة سارة
وعزيز طلع منها يصيح و حاط ايده على راسه.
رحت له.
كان جالس على الارض و حاط ايده على وجهه.
"شصار؟"
عزيز: "سارة راحت اضوى.. راحت اطيب قلب بالدنيا راحت..."
"الله يرحمها ارتاحت.. والله الموت اريح لها من العذاب اللي كانت فيه! عزيز لايشوفونك العيال وانت كذا، لايتعقدون من هم بهالعمر، قوم وقف على رجولك و خلك مع عيالك، لاتنكسر قدامهم"
مسح دموعه و قام.
"انا باخذهم بيتي، بخلي صديقتي تمرنا خل السيارة معك، خلص كل شي و تعال"
عزيز: "ان شاءلله، شكرا اضوى"
رحت للعيال.
اضوى عبدالعزيز: "امي ماتت؟"
ناظرتها مرتاعة.
شلون بزر و كذا تقول؟
"لا ماما تعبانه بس شوي"
سكتت و حاكيت سيلڤيا تمرنا ورحنا شقتي.
كانت سيلڤيا شايلة منيره.
سيلڤيا: "ياحياتي هي بيبي عم ترضع شو بدنا نعمل فيا؟"
"سويلها اي شي تشربه"
سيلڤيا: "وانا شو بيعرفني كيف بينعمل"
اضوى عبدالعزيز: "انا اعرف"
وراحت فعلاً و سوت لها حليب تشربه.
و سيلڤيا مصدومة.
صدق ماشاءلله بنت بعمرها وكذا شخصيتها.
كنت كل شوي احاكي عزيز اشوف وش صار.
وانا قاعدة بغرفني انوم منيره.
جتني اضوى.
"هلا حبيبتي تعالي"
جت وجلست بالسرير.
اضوى عبدالعزيز: "انتي كذابة مثل بابا"
"انا؟ ليش وش كذبت عليك"
اضوى عبدالعزيز: "قلتي ان ماما تعبانه و ماما ماتت"
سكت.
اضوى عبدالعزيز: "دايم ماما تصير تعبانه بس بابا مايصيح و مايجون ناس كثير يركضون و يصارخون، ليش تكذبين عليّ انا مو صغيرة!"
وطلعت.
اوكيه انا كنت بزر مدلعة و غثيثة.
بس لو كنت مثل هذي بذبح نفسي.
بس مسكينة.
شافت اشياء مايشوفونها ناس بعمرها..
رحت لها لقيتها راحت غرفت سيلڤيا منسدحة على بطنها و حاطه ايدينها على وجهها.
جلست
"اضوى"
ماردت.
"اضوى قومي ابقولك شي"
"قومي كلام كبار مايصير اقوله لمنيره ولا عبدالله، انتي الكبيره لازم اقولك"
شالت ايدينها.
"تعالي اقعدي قدامي علشان اعرف احكي"
قامت وجلست قدامي.
"اضوى حبيبتي انتي تعرفين ان ماما مره كانت تعبانه صح؟"
اضوى عبدالعزيز: "ايه"
"و تعرفين ان الله يحبنا مره صح؟"
اضوى عبدالعزيز: "ايه"
"و ماما علشان الله يحبها اخذها عنده بمكان مره حلو علشان ماتصير تعبانه"
اضوى عبدالعزيز: "اخذها وين"
"اخذه عنده"
اضوى عبدالعزيز: "بالجنة؟"
"ايه بالضبط بالجنة، تعرفين ان ماما لما تروح للجنة معد بتصير تعبانه ولا بيصير يوجعها شي"
اضوى عبدالعزيز: "طيب بترجع بعد لما تروح الجنة؟"
"لا، بس حنا بنروح لها"
اضوى عبدالعزيز: "متى؟"
"بعدين.. كلنا بنروح، تدرين بالجنة اي شي تبينه يجيك"
اضوى عبدالعزيز: "يعني انا لما اروح الجنة و اقول ابي ارجع انا وماما و ماتصير مريضة نرجع؟"
"ان شاءلله، بس ترا ماما تشوفنا و تسمعنا الحين دايم، يعني لازم انتي تصيرين تحبين اخوانك و تديرين بالك عليهم، و تصيرين بنت شاطرة تسمع الكلام"
اضوى عبدالعزيز: "يعني ماما تشوفني لما اطق عبدالله؟"
ضحكت: "ايه تشوف، لازم ماتطقينه لازم تحبينه هذا اخوك"
اضوى عبدالعزيز: "طيب ما اقدر اشوف ماما؟"
"تقدرين تسكرين عيونك و تشوفينها.."
ودمعت عيوني.
اضوى عبدالعزيز: "ليش تبكين"
"علشان انا بعد ابوي راح مثل امك، و امي كان اسمها منيره مثل اختك وهي بعد راحت.."
حضنتني: "لاتبكين انا بقول لماما تحبهم و تقعد معاهم في الجنة"
ياليته بهالبساطة...
ياليتني طفلة مثلك يا اضوى..
واقعد طفلة للأبد.
ما اكبر.
ولاحد حولي يكبر.
ولاحد يمرض..
ولاحد يموت..
"اضوى ابعطيك هدية"
اضوى عبدالعزيز: "هدية؟"
فصخت العقد اللي برقبتي و لبستها اياه.
اضوى عبدالعزيز: "ليييه هذا حقك"
ابتسمت: "والحين صار حقك، لاتضيعينه ابد طيب؟ ولاتفصخينه ابد"
صح ان ماما منيره قالت عطيه بنتك.
و شفت بأضوى بنتي واكثر بعد..
شفت بأضوى نفسي..
ماكان تشابه اسماء بس..
كان تشابه أرواح.
بس الله لايجعله تشابه حظوظ.
مسكينه هالبنت.
وش ذنبها هي و اخوانها يتربون ايتام؟
نامت بحضني هي واخوانها ذيك الليلة.
جلست افكر بكلام سارة.
وشلون ادير بالي على عيالك؟
عيال عبدالعزيز؟
حملتيني مسؤولية اخاف ما اكون قدها...
-اليوم الثاني-
رحنا على بيتهم.
حاكيت عبدالعزيز و قال انه الحين جاي.
البيت كان حايس بمعنى الكلمة.
قلت ارتبه قبل يجي عزيز.
كان فوق طاولة المكتب اللي بالصالة اوراق كثيييره.
و فيه شوي اوراق على طاولة الأكل.
شلت هالأوراق و حطيتها مع الورق حق المكتب.
وانا احطه طاحت عيني كل حرفين اخر الصفحة.
" -أ.ض "
هذي انا؟
الا هذا انا كاتبته!
مطبوع من الموقع على اوراق؟
من طابعه؟
سارة ولا عزيز؟
وليه مطبوع؟
لحظة اضوى شوي شوي..
قالت لك سيلڤيا اربع وثلاثين الف.
اكيد هم بنفس المدينه شافوه و قروه.
مايدرون مين كاتبه مثل باقي الناس.
رتبت الاوراق و تركتهم مكانهم و كملت باقي البيت.
جا عزيز واضوى كانت قاعدة تناظر فلم وانا جالسة بجمبها.
جلس عزيز.
عزيز: "اضوى بابا روحي شوفي العبي مع اخوانك"
اضوى عبدالعزيز: "تبي تقول شي ماتبيني اسمعه؟ تراني اعرف ان ماما ماتت"
عزيز: "اضوى قلتلك روحي!!"
زعلت وراحت.
"عزيز حرام تراها بزر"
عزيز: "اضوى شكراً ماعاد يحتاج تقعدين هنا، انا باخذ العيال و بروح للشرقية لجدتهم ام امهم"
"لا عزيز، لا الله يخليك خلهم"
عزيز: "ماقدر"
"عزيز الله يخليك والله سارة وصتني عليهم، خلهم هنا تكفى"
عزيز: "ماقدر اخليك كذا تخدمين عيالي"
"انا راضية، عيال سارة امانه برقبتي"
عزيز: "ووش بتسوين على شغلك؟"
"اقدم استقالتي عادي والمحل اروح له مره بالاسبوع"
عزيز: "لا مستحيل اخليك تغيرين نظام حياتك"
"عزيز، الله يخليك لاتاخذهم وتروح والله تعلقت فيهم و بعدين قلتلك سارة وصتني عليهم!!"
سكت.
جت اضوى تركض.
اضوى عبدالعزيز: "انا مابي اروح مكان! انا ابي اضوى! انت ما احبك!"
"لاتخافين منتيب رايحة مكان بتقعدون هنا"
عزيز: "اضوى هذا موب عقدك اللي عطتك اياه ماما منيره؟"
ابتسمت: "الا"
عزيز: "وليه عطيتيها اياه"
"علشانها بنتي الحين.. "
...
مرت الأيام.
و ضليت اعتني بعيال سارة.
و ضليت اكتب.
و ضليت فاتحة المحل.
بيوم من الايام.
جيت بيت عزيز.
كان معي المفتاح.
دخلت.
جتني اضوى تركض.
قصرت صوتها و قربت من اذني وقالت لي: "بابا يصيح"
"وينه؟"
اضوى عبدالعزيز: "بغرفتي"
رحت للغرفة.
طقيت الباب.
مسح دموعه.
"ممكن ادخل؟"
عزيز: "تفضلي"
كان معه ورق و قلبه يوم دخلت.
"وش تقرا"
عزيز: "ابد شغل.."
"شغل؟"
عزيز: "ايه؟"
"ايه صح ترا اضوى كانت تطق منيره عجزت افكهم روح شوفهم"
عزيز: "اضوى هذي ماتتوب؟"
و قام.
خوفه على بناته نساه اللي كان مخبيه عليّ.
طبعاً ماكانت اضوى تطق احد ولاشي.
اخذت الورق المقلوب.
قريته.
كلامي اللي كتبته هالاسبوع مطبوع بأوراق.
"شعوري اتجاهه غريب..
يعني شي كان ملكك..
بعدين صار مو لك ومستحيل يرجعلك..
و فجأة تسترجعينه..
بس ما انكر اني لما الحين احبك..
لما الحين اذكر كل شي..
لما الحين متحسفة على كل شي..
من بعد ماكان مافيه كلمة غزل ماقلتلتك اياها..
صرت الحين اخاف اقولك أحبك..
-أ.ض "
دمعت عيوني.
شلون تقراه..
رجعت الورق مكانه والتفت.
لقيتك واقف.
"عع-ععزيز"
عزيز: "كنت ادري انه انتي.. من اول ماقريتها من كم شهر.. قلت هذي اضوى.. مستحيل انسى طريقتك الغريبة في التعبير عن اللي بداخلك.. مستحيل انسى طريقة كلامك.. اضوى صح مرت سنين.. بس انتي انسانه انرسختي بذاكرتي.. انسانه مستحيل انسى اصغر تفاصيليها.."
سكت وجلست اناظره.
عزيز: "اضوى حنا صح كنا صغار، بس مشاعرنا كانت صادقة، صح ماكنا نفهم كثير بالدنيا، بس عشناها مثل مانبي و استانسنا!"
"عزيز ليش؟ ليش سميت عيالك كذا؟ ليش ماطلعتني من حياتك و نسيتني؟"
عزيز: "قلتلك لاني مستحيل انسى اصغر تفاصيلك، و اضوى.. سميتها عليك لاني مابي الاسم يروح عن لساني.. ابي دايم اقوله.. دايم انادي فيه.. حتى لو ماكان نفس الشخص"
سكت.
-"طيب ليش ما تتزوجون؟؟"
التفتنا اثنيننا.
اضوى بنته.
اضوى عبدالعزيز: "بابا صدق تزوج اضوى ابيها تصير امي"
قلنا انا وياه بنفس الوقت: "لا"
"انا لازم اروح.."
اضوى عبدالعزيز: "اضوى بليز صيري امي بليييز، بابا قولها لاتخليها تروح"
"اضوى حبيبتي مايصير"
اضوى عبدالعزيز: "ليش"
"بس مايصير.."
و اخذت شنطتي و طلعت من البيت.
بظل ام لك يا اضوى.
بس اصير زوجة لأبوك لا..
بظل اجيكم كل يوم واستمتع بشوفته.
بس اعيش معه لا..
بظل احبه.
بس اصارحه بهالحب لا..
بظل احلم اني احضنه بيوم من الايام.
بس احقق هالحلم لا..
لأني جربت حظي بالحُب اكثر من مرة..
ولاعاد ابي اجربه مره ثانية...
* * * *النهاية * * * *
أحب أشكر كل شخص دعمني و كل شخص ساعدني أني اتحسن واني اكتب اكثر، كل شخص وقف معاي و قالي كلام عطاني دافع خلاني صدق اكمل، أحب اشكر كل ماي ريدرز وحدة وحدة لولاكم انا ولا شي.